الأربعاء، 26 ديسمبر 2018
السبت، 8 ديسمبر 2018
د. بتول أحمد جندية: كتاب على عتبات الحضارة ـ بحث في السنن وعوامل التخل...
د. بتول أحمد جندية: كتاب على عتبات الحضارة ـ بحث في السنن وعوامل التخل...: على عتبات الحضارة ـ رسالة في فلسفة الحضارة كتيب مكثف جدًا يبحث في عوامل نشوء الحضارات والعوامل المفضية إلى انهيارها. البحث عبارة عن اس...
الأربعاء، 21 نوفمبر 2018
المدرسة الصلاتية تطلق الدورة التمهيدية لتعليم اللغة العربية الفصحى
المدرسة الصلاتية تطلق الدورة التمهيدية لتعليم اللغة العربية الفصحى، للتفاصيل راجع: دورة السبت القادم 16 ربيع الأول 1440
إضافة شرح |
الثلاثاء، 20 نوفمبر 2018
الاثنين، 22 أكتوبر 2018
الثلاثاء، 9 أكتوبر 2018
الأحد، 9 سبتمبر 2018
غَالِيَهْ
غَالِيةُ
جَارِيَةٌ تُنَاهِزُ الْعَامَ التَّاسِعَ مِنْ عُمُرِهَا، مُنْذُ عَامَيْنِ وَهِي
تَعْتَزُّ بِمَظْهَرِهَا، وَتَعْتَنِي بِجَمَالِهَا، لَا تَزَالُ بَيْنَ
الْفَينَةِ وَالْفَينَةِ تَتْرُكُ مُسَاعَدَةَ أُمِّهَا وَتَنْسَلُّ إِلَى
الْمِرْآهْ، لِتَمْشُطَ شَعَرَهَا الْمَمْشُوطَ، وَتَضْفُرَهْ، فَطَوْرًا
جَدِيلَتَيْنِ وَطَوْرًا أَرْبَعَا، وَطَوْرًا تُعْجِلُهَا أُمُّهَا فَتُرْسِلُهُ
مُسْدَلَا، أَوْ تَأْخُذُهُ بِاللِّيِّ حَتَّى تَجْعَلَهُ عَقِيصَةً خَلْفَ
رَأْسِهَا.
رَأَى
أَخُوهَا رَيْحَانُ - الَّذِي
يَكْبُرُهَا بِعَامَيْنِ - ذَلِكَ مِنْهَا مِرَارًا
فَضَجِرْ، وَبَيْنَا هُوَ يَعْجَبُ فِي نَفْسِهِ مِنْ شَأْنِهَا، إِذْ نَادَتْهَا
أُمُّهَا - وَقَدْ كَانَتْ مُنْكَفِئَةً
عَلَى غَسْلِ الْآنِيةِ - فَقَالَتْ:
-
غَالِيَهْ ..
غَالِيَةُ يَا بُنَيَّتِي!
وَعِنْدَ
ذَلِكَ قَالَ رَيْحَانُ فِي دُعَابَهْ:
-
أَوَغَالِيَةُ
هِي؟ إِنِّي لَنَاعِسٌ إِنْ سَمَّيْتُهَا غَالِيَهْ!
قَالَتْ
أُمُّهُ فِي عَجَبْ:
-
فَمَنِ
ابْنَتِي وَيْحَكَ إِنْ لَمْ تَكُ غَالِيَهْ؟
-
كَانَتْ
غَالِيَةَ عَامَ أَوَّلْ، أَمَّا الْعَامَ فَلَهَا اسمٌ غَيْرُهْ!
قالَتْ
غَالِيَةُ فِي تَحَسُّبْ:
-
أَيَّ
اسْمٍ أَحْدَثْتَ لِيَ الْعَامَ يَا رَيْحَانَ رَيَاحِينْ؟
-
أَوَمَا
تَدْرِينْ؟ .. أَنْتِ الْعَامَ مُشْطٌ وَمِرْآهْ!
بَهِتَتْ
غَالِيَةُ وَاعْتَرَاهَا الْحَيَاءُ، أَنْ يَكُونَ أَخُوهَا الْفتَى قَدِ اطَّلَعَ
عَلَى هَذَا الْأَمْرِ مِنهَا، وَأَنْ يَنْتَقِدَ مُكَاشَفَةً هَكَذَا أَمْرًا
هَوَ مِنْ خَصَائِصِ الْفَتَيَاتْ.
سَكَتَتْ
غَالِيَةُ فَمَا نبَسَتْ بِبِنْتِ شَفَهْ، وَأَمَّا رَيْحَانُ فَلَمْ يَكُ - وَهُوَ
غُلَامٌ حَدِيثُ السِّنِّ - يَدْرِي أَنْ قَوْلَهُ
سَيَبْلُغُ بِأُخْتِهِ مَا بَلَغْ، فَلَمَّا رَأَى رَيْحَانُ ذَلِكَ مِنْهَا
بَهِتَ هُوَ الْآخَرُ وَأَخَذَهُ مِثْلُ مَا أَخَذَ أُخْتَهُ مِنْ الْحَيَاءِ
وَالْحَرَجْ.
أَرَادَتْ
أُمُّ رَيْحَانَ أَنْ تُهَدِّئَ رَوْعَهُمَا فَقَالَتْ:
-
وَيْحَكَ
يَا رَيْحَانُ، لَا تَبْكَعَنَّ أُخْتَكَ بِأَسْمَائِكَ هَذِهْ.
ثُمَّ
تَوَلَّتْ عَنْ آَنِيَتِهَا بَغْتَةً - وَقَدْ
عَلِمَتْ أَنَّهُ لَا يَقْطَعُ عَنِ ابْنَيْهَا حَرَجَ هَذَا الْمَوْقِفِ إِلَّا
انْصِرَافُ كُلٍّ مِنْهُمَا إِلَى شَأْنٍ آخَرْ -
فَتَوَجَّهَتْ إِلَى رَيْحَانَ قَائِلَةً بِصَوْتٍ مُعْجَلٍ جَادّْ:
-
رَيْحَانُ
أَدْرِكْ جَدَّتَكَ تَوَّا! .. أَدْرِكْهَا يَا
وَلَدِي فَإِنَّ لَهَا حَاجَاتٍ تُرِيدُكَ أَنْ تُعِينَهَا عَلَيهَا!
رَاعَ
رَيْحَانَ جِدُّ أُمِّهِ - وَكَانَ
فَتًى ذَا حَفْلَةٍ - فَانْسَرَبَ إِلَى دَارِ
جَدَّتِهِ مُهَرْوِلًا لَا يَلْوِي عَلَى شَيءْ، لِتَبْقَى الْأُمُّ وَحْدَهَا
مَعَ الْفَتَاهْ.
عِنْدَ
ذَلِكَ تَوَجَّهَتِ الْأُمُّ إِلَى آنِيَتِهَا وَهِي تَقُولْ:
-
تَعَالِي
يَا قُرَّةَ عَيْنِي، إِنَّ هَهُنَا أَعْمَالًا نُرِيدُ أَنْ نَفْرُغَ مِنْهَا ..
ثُمَّ
أَرْدَفَتْ بِصَوْتٍ مُشَجِّع:
-
مَنِ
النَّجِيبَةُ الَّتِي سَتَمْسَحُ لِأُمِّهَا ظَاهِر الْمَوْقِدْ؟
أَقْبَلَتْ
غَالِيَةُ وَهِيَ وَاجِمَةٌ وَقَالَتْ فِي خُفُوتْ:
-
سَأَمْسَحُهُ
يَا أُمَّاهُ رَيْثَمَا تَفْرُغِينَ مِنَ الْآنِيَهْ.
أَخَذَتْ
غَالِيَةُ الْجِعَالَةَ الَّتِي تَمْسَحُ بِهَا الْمَوْقِدْ، وَكَانَ فِي
الْمَطْبَخِ جِعَالَتَانْ، أَمَّا إِحْدَاهُمَا فَلِمَسْحِ الْمَوْقِدِ
وَالْخُوَانْ، وَهَذِهِ كَانَتْ تَتَعَرَّضُ لِلْمَاءِ وَالْمُنَظِّفَاتِ
وَتُغْسَلُ كُلَّ يَوْمْ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَلِلْإِمْسَاكِ بِالْقُدُورِ
السَّاخِنَةِ وَرَفْعِ أَطْبَاقِهَا، وَقَدْ كَانَتْ هَذِهِ تَبْقَى جَافَةً
إِلَّا مِنْ بَلَلِ مَاءٍ خَفِيفٍ، لَا يَلْبَثُ أَنْ يَجِفّْ، أَوْ يُصِيبُهَا
قَلِيلٌ مِنْ وَضَرِ طَبِيخٍ أَوْ مَرَقْ، فَمِنْ ثَمَّ كَانَتْ هَذِهِ تُنْسَى
أَيَامًا فَلَا تُغْسَلُ حَتَّى تَعْرَفْ.
كَانَتِ
الْفَتَاةُ مَا تَزَالُ وَاجِمَةً وَأُمُّهَا تُحَاوِلُ بِالْحَدِيثِ أَنْ
تُخْرِجَهَا إِلَى شُعُورٍ آخَرَ، حَتَّى فَرَغَتْ الْأُمُّ مِنْ آنِيَتِهَا
فَقَالَتْ:
-
هَا
قَدْ فَرَغْتُ قَبْلَكِ يَا غَالِيَتِي، فَمَاذَا أَفْعَلُ رَيْثَمَا تَفْرُغِينَ
أَنْتْ؟ .. أَجَلْ! لَأَغْسِلَنَّ هَذِهِ
الْجِعَالَةَ الَّتِي نَسِيتُهَا حَتَّى عَرِفَتْ .. وَلَكِنْ أَخْبِرِينِي
يَا بُنَيَّتِي، مَا شَيْءٌ طَلَبْتِ إِلَيَ الْبَارِحَةَ أَنْ تُحَدِّثِينِي
فِيهِ إِذْ كُنْتُ مَشْغُولَةً عَنْكِ بِضُيُوفِنَا؟
هُنَا
لَمَعَتْ عَيْنَا غَالِيَةَ وَذَهَبَ عَنْهَا وُجُومُهَا، وَقَالَتْ فِي شَغَفْ:
-
أَجَلْ
يَا أُمَّاه! قُولِي لِأَبِي يَشْتَرِ لِي
سِوَارًا مِنْ ذَهَبٍ!!
كَانَ
عَجَبًا مِنَ الْأَمْرِ أَنَّهُ مَا إنْ تَقَشَّعَ الْوُجُومُ عَنْ الْجَارِيَةِ
حَتَّى اعْتَرَى أُمَّهَا، كَأَنَّمَا كَانَ الْوُجُومُ عَبَاءَةً لَمْ تُلْقِهَا
هَذِهِ إِلَّا لِتَتَجَلَّلَ بِهَا تِلْكْ، فَتَمْتَمَتِ الْأُمُّ قَائِلَهْ:
-
سِوَارًا
مِنْ ذَهَبْ .. وَهَلْ يُطِيقُ أَبُوكِ شِرَاءَ الذَّهَبْ؟!
-
لَعَلَّ
السِّوَارَ كَبِيرٌ وَغَالْ! إِذًا فَلْيَشْتَرِ لِي قُرْطًا صَغِيرًا يَنُوسُ فِي
أُذُنَيّْ!! أَوْ خَاتَمَ ذَهَبٍ تَزْدَانُ بِهِ إِصْبَعِي!!
-
لَعَلَّكِ
رَأَيْتِ حُلِيَّ الذَّهَبِ عَلَى بَنَاتِ ضُيُوفِنَا؟
-
أَجَلْ
يَا أُمَّاهْ!
قَالَتِ
الْأُمُّ فِي نَفْسِهَا: وَأَنَا أَيْضًا رَأَيْتُهُ
عَلَى أُمِّهِنَّ .. وَلَقَدْ أَخَذَنِي - عَلِمَ
اللهُ - مَا أَخَذَكْ .. بَارَكَ
اللهُ لَهُمْ فِي حُلِيِّهِمْ، لَيْتَهُمْ مَا لَبِسُوهُ أَمَامَ النَّاسْ.
قَطَعَتِ
الْبِنْتُ صَمْتَ أُمِّهَا ‑ وَهِيَ لَا تَدْرِي حَرَارَةَ ذَلِكَ
الصَّمْتِ - وَقَالَتْ تَسْتَعْجِلُ
رَدَّهَا:
-
فَلْيَشْتَرِ
لِي قُرْطًا صَغِيرًا يَنُوسُ فِي أُذُنَيّْ!! أَوْ خَاتَمَ ذَهَبٍ تَزْدَانُ بِهِ
إِصْبَعِي!!
تَمَاسَكَتِ
الْأُمُّ وَقَالَتْ:
-
لَا
تَسْأَلِي أَبَاكِ مَا لَا يُطِيقُ يَا صَغِيرَتِي!!
قَالَتِ
الْبِنْتُ وَهِيَ تُقَاوِمُ خَيْبَةَ الْأَمَلْ:
-
حَتَّى
الْقُرْطُ وَالْخَاتَمُ لَا يُطِيقُ شِرَاءَهُمَا أَبِي؟! فَلَوْلَا اشْتَرَى لِي - يَا
أُمَّاهُ - قِلَادَةً مِنْ فِضَّهْ!!
هَلْ هِيَ غَالِيَةٌ الْفِضَّةُ أَيْضَا؟!!
-
لَا
- يَا قُرَّةَ عَيْنِي -
لَا .. وَلَكِنَّ قُوتَنَا الضَّرُورِيَّ لَمْ يَدَعْ لِحُلِيِّنَا مَالَا!!
استَعْبَرَتِ
الْجَارَيَةُ وَقَدْ شَقَّ عَلَيْهَا مَا سَمِعَتْ، ..
وَهُوَ
كَانَ عَلَى أُمِّهَا أَشَقُّ، وَلَكِنَّهَا كَانَتْ عَلَيْهِ أَصْبَرْ، لَقَدْ
أَثَارَتِ الْجَارَيَةُ فِي نَفْسِ أُمِّهَا حَاجَاتٍ تُجَلْجِلُ فِي صَدْرِهَا
مُنْذُ سِنِينْ، فَلَوْلَا الْإِيمَانُ لَمَا أَطَاقَتْ عَلَيْهَا صَبْرَا.
قَالَتِ
الْأُمُّ فِي يَقِينْ:
-
لَا
تَحْزَنِي يَا حَبِيبَتِي!! عَسَى اللهُ أَنْ يُوَسِّعَ فِي رِزْقِ أَبِيكْ!
أَخَذَتْ
أُمُّ رَيْحَانَ تُرَبِّتُ عَلَى رَأْسِ ابْنَتِهَا فِي حَنَانٍ وَتَرَؤُّمِ،
وَهِيَ تَضُمُّهُ إِلَى صَدْرِهَا، وَتُحَدِّقُ بِعَيْنَيْهَا فِي عَيْنَي
غَالِيَةَ، وَتَقُولُ بِصَوْتٍ رَخِيمٍ كَأَنَّمَا تَجْعَلُ الْكَلَامَ ضِمَادًا
تَأْسُو بِهِ جِرَاحَها:
-
وَاعْلَمِي
أَنَّ كُلَّ مَا لَا تَجِدِينَهُ فِي الدُّنْيَا، سَيُعْطِيكِ اللهُ خَيْرًا
مِنْهُ فِي الْجَنَّةِ .. إِنْ أَنْتِ آمَنْتِ بِاللهِ وَصَبَرْتْ ..
آهٍ يَا غَالِيَةُ لَوْ تَعْلَمِينَ جَمَالَكِ فِي الْجَنَّهْ .. إِنْ
الْمَرْأَةَ مِنْ نِسَاءِ الْجَنَّةِ لَوِ اطَّلَعَتْ عَلَى الدُّنْيَا لَغَلَبَ
نُورُهَا نُورَ الشَّمْسِ والْقَمَرْ .. آهٍ يَا غَالِيَةُ لَوْ تَعْلَمِينَ
حُلِيَّكِ فِي الْجَنَّهْ!
عِنْدَمَا
قَلَصَ دَمْعُ الْفَتَاةِ أَرْسَلَتِ الْأُمُّ رَأْسَهَا، ثُمَّ أَرْدَفَتِ فِي
لَهْجَةِ إِنْكَارٍ حَادَّةٍ، أَفْعَمَتْهَا بِكُلِّ السُّرُورِ وَالنَّشَاطِ
اللَّذَيْنِ أَفَاضَا عَلَى قَلْبِهَا مِنْ ذِكْرِ الْجَنَّهْ:
-
فَتَاهْ! ..
مَا رَأْيُكِ فِي أَسْوِرَةِ الْجَنَّهْ؟ .. أَلَا تُحِبِّينَ الْجَنَّةَ
وَأَسْوِرَتَهَا وَقَلَائِدَهَا .. وَأَقْرَاطَهَا وَخَوَاتِمَهَا؟!
تَنَهَّدَتْ
غَالِيَةُ فِي طُمَأْنِينَةٍ وَقَدْ أَشْرَقَ وَجْهُهَا وَقَالَتْ:
-
نِعِمَّا
هِيَ وَاللهِ يَا أُمَّاه! .. نِعِمَّا هِي!
تَنَفَّسَتْ
أُمُّ رَيْحَانَ الصُّعَدَاءَ وَهِيَ تَقُولُ بِنَبْرَةِ ارْتِيَاحْ:
-
إِي
وَاللهِ نِعِمَّا هِي!! وَهُنَالِكِ تَجِدِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ
سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرْ!!
تَمَّ بِحَمْدِ اللهِ
الأربعاء، 5 سبتمبر 2018
كتابنا الجديد حول خلفيات منهجنا للفصحى
"ورغم انبهارنا بإنجازات أستاذنا
الدنان، وتقريظنا لعبقريته، واحتذائنا خطاه؛ فإن ذلك لا يمنعنا من نقد عطائه،
وتكميل إنجازاته العظيمة، التي لا يضير عظمتها النقد والتكميل، بل يدلان على
رسوخها لابتنائهما فوق قواعدها".
كتابنا الجديد حول خلفيات منهجنا للفصحى:
الأربعاء، 22 أغسطس 2018
الخميس، 1 مارس 2018
رِحْلَةٌ إِلَى جَدِّي
رِحْلَةٌ
إِلَى جَدِّي
كُنَّا مَا نَزَالُ فِي فَلَقِ الصُّبِحِ([1]) عِنْدَمَا وَصَلْنَا إِلَى الطَّرِيقِ الزِّرَاعِيَةِ
الْمُؤَدِّيَةِ إِلَى قَرْيَةِ جَدِّي، فَأَبِي يُحِبُّ السَّفَرَ مُبَكَّرًا
حَتَّى إِنَّهُ لَيُصَلِّي بِنَا الْفَجْرَ فِي أَثْنَاءِ الطَّرِيقْ!
مَا أَجْمَلَ الرِّيفَ وَأَطْيَبَ هَوَاءَهُ النَّقِي!!
الشَّمْسُ أَشْرَقَتْ نَشِيطَةً، وَأَخَذَتْ تُطَارِدُ بَقَايَا الضَّبَابِ
الْمُتَكَاسِلَهْ، وَأَنَا وَإِخْوَتِي نَتَقَاسَمُ نَوَافِذَ حَافِلَتِنَا([2]) نُشَاهِدُ الْحُقُولَ الرَّائِعَهْ، وَيَصِيحُ
بَعْضُنَا لِبَعْضٍ بِمَا يَرَاهْ.
كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ رَأَى بُرْجَ حَمَامٍ يَلُوحُ
مِنْ بَعِيدْ، وَأَنَا أَيْضًا أَوَّلُ مَنْ أَرَيْتُ إِخْوَتِي النُّطَّارَ([3]) وَلَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَهْ.
عَبَرْنَا بِالْحَافِلَةِ جِسْرًا عَلَى فَرْعِ
النِّيلْ! صَاحَتْ أُخْتِي: الْقَارِبَ! الْقَارِبْ! نَظَرْنَا فَإِذَا عَرَكِيٌّ([4]) فِي قَارِبِهِ يُفْرِغُ السَّمَكَ مِنَ الشَّبَكَةِ
فِي إِجَّانَهْ([5]).
عَبَرْنَا الْجِسْرَ ثُمَّ مَا لَبِثْنَا إِلَّا
قَلِيلًا حَتَّى وَصَلْنَا إِلَى مَشَارِفِ قَرْيَةِ جَدِّي، وَكَانَتْ هَذِهِ
سَاعَةً يُسِيمُ فِيهَا أَهْلُ الْقَرْيَةِ مَاشِيَتَهَمْ([6])، فَلَا جَرَمَ ازْدَحَمَتْ بِهِمُ الطَّرِيقْ، وَهِيَ
مَعَ ذَلِكَ لَمْ تَكُنْ مُعَبَّدَهْ؛ مِمَّا اضْطَرَّ حَافِلَتَنَا لِلْإِبْطَاءِ
وَالتَّرَوِّي.
عِنْدَمَا وَصَلْنَا إِلَى الْقَرْيَةِ لَمْ نَجِدْ
لِحَافِلَتِنَا مِرْآبًا([7]) إِلَّا بَيْدَرَ([8]) الْقَرْيَهْ، وَكَمْ كَانَتْ سَعَادَةُ أَهْلِنَا بِنَا عِنْدَمَا
وَقَفَتِ الْحَافِلَةُ لِنُزُولِنَا، لَقَدْ كَادُوا يَصْعَدُونَ إِلَيْنَا فِي
الْحَافِلَةِ لِيُعَانِقُونَا مِنْ قَبْلِ أَنْ نَنْزِلَ شَوْقًا إِلَيْنَا.
اصْطَحَبَنَا أَبْنَاءُ عُمُومَتِنَا لِنَرْتَعَ
وَنَلْعَبَ عِنْدَ الْحُقُولَ، وَنَتَمَلَّى بِشَغَفٍ مَنَاظِرَ الْأَكْوَاخِ
والْحَظَائِرِ وَالنَّخْلِ والْجُمَّيْزْ!! وَهُمْ أَيْضًا كَانُوا يَسْأَلُونَنَا
عَنِ الْمَدِينَةِ بِشَغَفْ، وَيَسْأَلُونَ مَبْهُورِينَ عَنْ قِطَارِ الْأَنْفَاقِ([9]) وَسُلَّمِهِ الْكَهْرُبَائِيّْ، وَكُنْتُ أَقُولُ فِي
نَفْسِي: لَرِيفُكُمْ وَاللهِ خَيْرٌ مِنْ مَدِينَتِنَا وَضَجِيجِهَا.
لَمْ نَلْبَثْ أَنْ دُعِينَا لِلْغَدَاءِ، وَلَمَّا
يَقُمْ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ بَعْدْ، كَمِ اسْتَمْتَعْنَا بِالثَّرِيدِ([10]) الَّذِي صَنَعَتْهُ لَنَا جَدَّتِي، اجْتَمَعْنَا
عَلَى الطَّعَامِ حَتَّى غَصَّتْ بِنَا بَاحَةُ الْبَيْتْ([11])، وَوَضَعَتْ لَنَا جَدَّتُنَا الثَّرِيدَ فِي طَبَقٍ([12]) يَمْلَأُ الْخُوَانَ وَلَيْسَ فِي صَحْفَةٍ([13]) كَمَا تَصْنَعُ أُمِّي.
مَا إِنْ صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ حَتَّى أَخَذْنَا
مَقَاعِدَنَا مِنَ الْحَافِلَهْ، وَأَهْلُونَا يُوَدِّعُونَنَا أَحَرَّ وَدَاعْ،
وَيَسْأَلُونَ أَبِي أَنْ يَبْقَى([14]) بِضْعَةَ أَيَامْ، وَيَشْجُبُونَ عَجَلَتَهْ، وَهُوَ
يَعْتَذِرُ إِلَيْهِمْ بِشَوَاغِلِهِ الْعَدِيدَهْ.
كُنْتُ قَرِيبًا مِنْ أَبِي وَهُوَ يَقُودُ بِنَا
الْحَافِلَةَ وَيُجَاذِبُنَا أَطْرَافَ الْحَدِيثْ. كَانَ الْحَدِيثُ لَطِيفًا
مَازِحًا، ثُمَّ حَانَتْ مِنْ أَبِي إِلَيْنَا الْتِفَاتَةٌ وَسَأَلَنَا بِصَوْتٍ
جَادّْ: أَيُّ الْحَيَاتِيْنِ أَحَبُّ إِلَيْكُمْ؟ حَيَاةُ الْقَرْيَةِ أَمْ
حَيَاةُ الْمَدِينَهْ؟
لَمْ أَتَرَيَّثْ أَنْ قُلْتُ([17]): حَيَاةُ الْقَرْيَةِ وَاللهْ! قَالَ: وَلِمَهْ؟
قُلْتُ: النَّاسُ فِي الْقَرْيَةِ أَحْسَنُ حَالًا مِنَّا، فِي بَسَاطَةِ
حَيَاتِهِمْ، وَتَرَابُطِهِمْ، وَهُدُوءِ بِيئَتِهِمْ.
تَنَهَّدَ أَبِي قَائِلًا:
أَجَلْ! حَيَاتُهُمْ أَقْرَبُ إِلَى الْفِطْرَهْ!
شَعُرْتُ أَنَّ أَبِي يَقُولُ مَا فِي قَلْبِي،
فَهَمَمْتُ أَنْ أَقُولَ: حَقًّا وَاللهْ! لَكِنَّنِي سَكَتُّ لَمَّا وَجَدْتُّهُ
قَدِ استطْرَدَ قَائِلًا: ([18])
إِنَّ حَيَاةَ الْمَدِينَةِ هَذِهِ طَارِئَةٌ عَلَى
تَارِيخِ الْإِنْسَانْ، وَعِنْدَمَا اسْتَخْلَفَ اللهُ أَبَانَا آدَمَ فِي هَذِهِ
الْأَرْضِ كَانَتْ حَيَاتُهُ أَشْبَهَ بِحَيَاةِ الرِّيفْ، وَهَذَا مَا يَدْعُونِي
إِلَى التَّفْكِيرِ فِي هِجْرَانِ الْمَدِينَةِ وَسُكْنَى الْقَرْيَهْ.
عِنْدَمَا وَصَلْنَا إِلَى مَشَارِفِ مَدِينَتِنَا
كَانَ ظَلَامُ اللَّيْلِ قَدْ وَقَبْ([19])، فَلَيْسَ فِيهِ مِنْ نُورٍ إِلَّا مَصَابِيحُ الْمَدِينَةِ
تُوَصْوِصُ مِنْ بَعِيدْ.
وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا مَا يَزَالُ يَقْطَعُ
انْشِغَالَ أَبِي بِالذِّكْرِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، لِيَذْكُرُ حُجَّتَهُ فِي
تَفْضِيلِ الْقَرْيَةِ عَلَى الْمَدِينَهْ.
وَكَانَتْ رَجَاءُ أُخْتُنَا الصُّغْرَى تَلْهُو
وَادِعَةً بَيْنَ الْمَقَاعِدْ، فَإِذَا انْتَبَهَتْ لِنقَاشِنَا أَقْبَلَتْ
عَلَيْنَا بُرْهَةً([20])، ثُمَّ عَادَتْ إِلَى لَهْوِهَا، فَبَيْنَا هِيَ
كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَتْ عَلَيْنَا مَرَّةً وَجَعَلَتْ تَرْقُبُ نِقَاشَنَا فِي
صَمْتْ، ثُمَّ لَمْ تَلْبَثْ أَنْ قَطَعَتْ حَدِيثَنَا وَهِيَ تُشِيرُ إِلَى
غَاسَقِ اللَّيْلِ قائِلَةً فِي أَسَى: أُحِبُّ الْقَرْيَةَ لِأَنَّ شَمْسَهَا
كَانَتِ مُشْرِقَهْ، أَمَّا الْمَدِينَةُ فَلَيْلُهَا مُظْلِمٌ هَا هُوَ ذَا!!
لَمْ نَتَمَالَكْ أَنْفُسَنَا أَنَا وَإِخْوَتِي أَنْ
ضَحِكْنَا([21])، عَجَبًا مِنْ حُجَّتِهَا تِلْكْ!! أَمَّا أَبِي
فَقَدْ ابْتَسَمَ إِلَيْهَا بِعَطْفٍ قَائِلَا:
لَا تَحْزَنِي يَا رَجَاءْ، غَدًا تُشْرِقُ
الشَّمْسْ!!
- أَرَاكَ تُحِبُّ السَّفَرَ مُبَكِّرَا.
- أَجَلْ!
إِنَّنِي لَأُصَلِّي الْفَجْرَ فِي أَثْنَاءِ الطَّرِيقْ.
- إِنَّكَ لَتَصِلُ إِذًا فِي فَلَقِ الصُّبِحِ؟
- أَجَلْ!
إِنَّنِي لَأَصِلُ بِحَمْدِ اللهِ فَلَقِ الصُّبِحِ.
- مَا شَاءَ اللهُ، بَارَكَ اللهُ لَكَ، إِنَّكَ
لَنَشِيطْ.
- مَا أَجْمَلَ الْعَصَافِيرَ وَأَعْذَبَ
أَصْوَاتَها.
-
سَبْحَانَ
اللهِ خَالِقِهَا! مَا أَحْكَمَ صُنْعَهُ
وَأَلْطَفَ تَقْدِيرَهْ!
- أَرَيْتُ الْأُوْلَادَ النُّطَّارَ، وَلَمْ
يَكُونُوا يَعْلَمُونَ عَنِ النَّوَاطِيرِ شَيْئَا.
- وَأَنَا الَّتِي أَرَيْتُ الْأُوْلَادَ
الْعَرَكِيَّ، وَكَانُوا لَا يَرَوْنَهْ.
- وَأَنَا رَأَيْتُ بُرْجَ الْحَمَامِ وَأَرَيْتُ
كُلَّ الْأَوْلَادِ إِيَّاهْ.
- الدِّلَاءَ الدِّلَاءَ (الجرادل)!
والْأَجَاجِينَ الْأَجَاجِينَ (الأروانات)!.
- سَيقْطَعُونَ الْمَاءَ لِإِصْلَاحِ الشَّبَكَةِ
يَوْمًا كَامِلَا! لَمْ يَبْقَ مِنَ الْمُهْلَةِ إِلَّا سَاعَهْ! فَامْلَئُوا
كُلَّ دَلْوٍ وَإِجَّانَهْ.
- الْمَاءُ ضَعِيفٌ، وَلَا أُرَاهُ يَمْلَأُ فِي
سَاعَةٍ إِجَّانَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَا.
- امْلَأْ مَا اسْتَطَعْتَ فَإِنَّكَ لَنْ
تُضَيَّعَ مَالِمْ تُضَيِّعْ.
- كَمْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَرَى الْمَاشِيَةَ
كَثِيرَةً هّكّذَا!
- التَّبْكِيرُ كُلُّهُ خَيْرْ.
- وَلَكِنْ يَا أَبَتِ لِمَاذَا أَخْرَجَ
النَّاسُ كُلُّهُمْ مَاشِيَتَهُمْ فِي وَقْتٍ وَاحِدْ؟ .
- الصَّبَاحُ سَاعَةٌ يُسِيمُ فِيهَا أَهْلُ
الْقَرْيَةِ مَاشِيَتَهَمْ.
-
أَثَمَّتَ مِرْآبٌ لِحَافِلَتِنَا يَا أَبَتْ؟
-
هَا هُوَ ذَا مِرْآبُهَا.
-
أَيْنَ هُو؟
-
أَلَا يَكْفِيكَ هَذَا الْبَيْدَرُ الْفَسِيحُ مِرْآبَا؟
- لَحَيَاتُكُمُ الْوَادِعَةُ أَحَبُّ إِلَيَّ
مِنْ حَيَاةِ الْمَدِينَهْ!
- أَمَّا أَنَا فَلَأَنْ أَرْكَبَ قِطَارَ
الْأَنْفَاقِ وَأَصْعَدَ بِسُلَّمِهِ الْكَهْرُبَائِيّْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ
قَرْيَتِنَا وَمَا فِيهَا!
- لَئِنِ رَكِبْتَهُ لَتَعْتَادَنَّهُ حَتَّى
تّذْهَبَ مِنْ قَلْبِكَ بَهْجَتُهُ، ثُمَّ لَا يَبْقَى لَكَ مِنْ الْمَدِينَةِ
إِلَّا ضَجِيجُهَا.
- الطَّعَامَ الطَّعَامَ يَابَنِي! ثَرَدْتُ
لَكُمُ الثَّرِيدَ الَّذِي تُحِبُّونْ.
- سَلِمَتْ يَدَاكِ سَلِمَتْ يَدَاكْ! مَا
أَطْيَبَ ثَرِيدَكِ يَا جَدَّتِي وَاَلَذَّ طَعْمَهْ!
- يَا أَبَا خَالِدٍ لِلهِ أَنْتْ! لَوْلَا
مَتَّعْتَنَا بِأَبْنَائِنَا يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَهْ؟!
- لَيْتَ ذَلِكَ فِي طَوْقِي يَا أَهْلَاهْ، لَا
أَسْتَطِيعُ الْفِكَاكَ مِنْ مَوَاعِيدِي وَاَعْمَالِي.
- فَابْقَ يَا رَجُلُ إِلى نُورِ الصَّبَاحْ،
تُسَافِرُ فِي غَسَقِ اللَّيْلِ هَكَذَا؟!
- قَدْ كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُسَافِرُ لَيْلًا،
وَيَقُولُ: إِنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ [أحمد 14277].
- وَاللهْ؟!
- إِيْ وَاللهْ! ثُمَّ إِنَّ اللَّيْلَ أَهْدَأُ
لِلطَّرِيقِ، وَأَنْأَى عَنِ الزِّحَامْ.
- مَتَى قَفَلْتُمْ؟
- مَا عَسْعَسَ اللَّيْلُ عَلَيْنَا إِلَّا
وَنَحْنُ فِي الْحَافِلَهْ.
- لَا تَتَرَيَثْ إِذَا سَمِعْتَ الْأَذَانَ أَنْ
تَقُومَ إِلَى الصَّلَاهْ.
- لَنْ أَتَرَيَّثَ عَنْهَا إِنْ شَاءَ اللهْ.
- إِنَّكَ إِنْ تَرَيَّثْتَ الْيَوْمَ عَنِ
الصَّلَاةِ سَاعَةً، يُوشِكُ أَنْ تَتَرَيَثَ عَنْهَا مِنْ الْغَدِ سَاعَتَيْنِ،
فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ أَوْشَكْتَ أَنْ تُضَيِّعَهَا جُمْلَهْ.
- دَعْنِي أَسْتَطْرِدْ فِي حَدِيثِي، فَإِذَا
أَنَا فَرَغْتُ فَعِنْدَ ذَلِكَ فَتَكَلَّمْ، فَإِنِّي لَنْ أُقَاطِعَكْ.
- أَنْصَفْتَ وَاللهْ! فَاسْتَطْرِدْ مَا بَدَا
لَكْ.
- لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهْ! الْكَهْرُبَاءُ
مُنْقَطِعَة!
- نُرِيدُ أَنْ نُصَلِّيَ الْمَغْرِبَ ثُمَّ
نَرْجِعَ سَرِيعًا قَبْلَ أَنْ يَقِبَ اللَّيْلُ.
- أَجَلْ أَجَلْ! إِذَا وَقَبَ اللَّيْلُ
والْمَصَابِيحُ مُطْفَأَةٌ فَلَنْ نَرَى شَيْئًا.
- وَيْسَكِ يَا رَجَاءْ، الشَّمْسُ إِذَا
طَلَعَتْ طَلَعَتْ عَلَى الدُّنْيَا كُلِّهَا، وَكَذَلِكِ اللَّيْلُ إِذَا وَقَبْ!
- اسْكُتْ يَا خَالِدْ! اسْكُتْ!
تَمَّ بِحَمْدِ اللهِ
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
مقالة مهمة
الفصحى الدارجة .. زيادات وتنقيحات
بسم الله الرحمن الرحيم الفصحى الدارجة .. زيادات وتنقيحات الحمد لله!! لقد وفقني الله فعنيت بتعقب المُقابِلات الفصيحة للعبارات ...
-
"كيف حالك" في كلام الفصحاء إعداد: ا. عبد الله بن محمد بن بدير/ دبلومة اللغة العربية وآدابها، جامعة الأزهر/ معني بت...
-
قل: مَيْدَاة، ولا تقل: ماوس ولا فأرة ابتنيتها من «اليد» على مثال «مفعَلَة» لكونها موضعا تكثر عليه الأيدي، كما قالوا: مَسْبَعَةٌ، ومَأْ...